محمد مصطفى رمضان..
صحفي وكاتب استشهد بسبب الكلمة والفكرة فكان شهيدا من شهداءنا شهداء سجل حرية الرأي والتعبير في الإسلام
محمد مصطفى رمضان.. 1944ـ 1980 م
انطلقت ثلاث رصاصات.. لتمزق جسد الكاتب والصحفي والمذيع والداعية الناجح.. الاستاذ محمد مصطفى رمضان.. وذلك عقب انتهائه من اداء صلاة الجمعة.. بمسجد ريجنت بارك بلندن.. فسقط الشهيد.. وسط رواد المسجد.. ووسط المصلين.. من نساء ورجال واطفال.. سقط.. وهو مضرج بالدماء التي وهبها من اجل الفكرة.. والكلمة.. والوطن.
كان اغلب المسلمين ينتظرون.. لحظات ما بعد صلاة الجمعة.. بفارغ الصبر.. ليتجاذبوا.. اطراف الحديث.. عن الوطن.. والدراسة.. والعمل.. عن الاصدقاء.. والاخوة.. والاحباب.. عن مستجدات الاهل.. والاقرباء.. والاصحاب . يتحدثون.. ويبتسمون.. وضحكاتهم البريئة تتعالى.. بينما.. يتبادلون الجديد والطريف من الاخبار والوقائع والاحداث.. لينطلقوا.. بعدها.. الى شؤونهم واعمالهم.. ونشاطاتهم.. وقد اطمأنوا على بعضهم البعض.. يفعلون ذلك.. في اوقات.. امتلأت فيها.. نفوسهم وقلوبهم وارواحهم.. بالطمأنينة.. والهدوء.. والسكينة.. وامتلأت بالامن والامان والسلام.
كانت لحظات ما بعد صلاة الجمعة.. لحظات قصيرة شيقة جميلة.. كانت لحظات سعادة.. وروحانيات.. وإيمان.. كانت عرسأً اسبوعياً.
لكن رصاصات النكد.. انطلقت بأمر من الشيطان.. لتحيل هذا العرس.. وتحيل هذه اللحظات الجميلة المفعمة بالامن والروحانيات والامان.. والهناء والسكينة والسلام.. الى اجواء من الحزن.. والهم.. والالم.. والغم.. والدهشة.. والتساؤل.. والاستغراب.
بل تضاعف الاستغراب.. وزادت الاحزان.. عندما علم الناس.. ان الضحية هو الكاتب الاسلامي.. المشهور.. والمذيع الليبي.. المعروف على مستوى العالم العربي والاسلامي: الاستاذ محمد مصطفى رمضان.. الرجل الذي وظف وقته.. وجهده.. وقلمه.. وكلماته.. في خدمة ليبيا والاسلام والمسلمين.. الرجل الذي لا يبدأ ولا ينهي مقالة.. او برنامج.. او نشرة.. او خبر.. او رسالة.. إلا بكلمة طيبة.. يقول فيها “.. سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات..”، ولا ينهي نشرة او رسالة او برنامج الا بمقولة طيبة.. مميزة.. مشهورة.. يقول فيها “.. ختاماً.. محمد مصطفى رمضان.. يحييكم .. ويترككم في امان الله وحفظه.. وسلام من الله عليكم.. ورحمة منه وبركات.. “، ثم وفوق ذلك.. الرجل الطيب.. والاب الحنون.. لطفلة.. كان لها من العمر.. في ذلك الوقت.. اربع سنوات.. كانت تنتظره ليعود اليها كعادتها.. كل جمعة.. بعد الصلاة.. فافتقدته.. منذ ذلك اليوم.. وافتقده معها ملايين المسلمين من اصدقاء ومعارف واقرباء ومستمعي الشهيد في جميع انحاء ليبيا والعالم العربي والاسلامي.. الملايين الذين كانوا.. كل يوم.. ينتظرون صاحب الجملة المميزة.. ليأخذهم الى عالم الحقائق والتحليل والاخبار.. محمد مصطفى رمضان.. كان.. دمث الاخلاق.. مرحا.. لينا.. ودودا.. لكل ذلك.. ازداد استغراب المسلمين.. ولكل ذلك ازدادت احزانهم..
ولد الاستاذ محمد مصطفى رمضان، في 23 نوفمبر1944م، وانهى دراسته الابتدائية في مصر، ثم عاد الى بلده ليبيا في1957م، ليواصل دراسته الاعدادية والثانوية . التحق بالاذاعة الليبية في 1963م (أي اثناء دراسته) . وبعد ان تحصل على الشهادة الثانوية من مدرسة طرابلس الثانوية، التحق بالجامعة الليبية ثم توقف عن الدراسة، ليتفرغ للعمل بالاذاعة تفرغا كاملا. عمل في 1966م، بالقسم العربي بهيئة الاذاعة البريطانية كموظف، ثم كمذيع ومقدم برامج . انتسب في1971م (اثناء عمله بالاذاعة بلندن) بكلية الحقوق، بجامعة “محمد الخامس” بالرباط ، وتحصل منها على شهادة الحقوق. كما انتسب ايضا الى جامعة برمنجهام قسم الدراسات الاسلامية، لمواصلة دراسته العليا عن “نظام الحكم في الاسلام”. والشهيد متزوج وله بنت واحدة (حنان) كان لها من العمر اربع سنوات عندما قُتل والدها غدراً يوم الجمعة 11 ابريل 1980م.
- احمر
- تاريخ الوفاة :
- شهداء العصر الحديث
نبذه عن الشهيد: